Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

الحكمة الايرانية مقابل الصخب الامريكي

إن من تابع الثورة الاسلامية في إيران، وعاش أحداثها يوما بيوم، وواكب قيام نظامها الاسلامي، وعاين شعاراتها وأهدافها الواضحة، ومعاناتها المريرة بسببها، تأكد لديه بما لا يدع مجالا للشك، أن قوم سلمان المحمدي، معدن نفيس وفريد في نفس الوقت، اختارهم الله لدور جسيم، متعلق بإحياء معالم دينه، وإحلال أحكامه من المجتمع محل التقديس والتطبيق، في استقالة تكاد تكون تامة من العالم الاسلامي، الذي أبحر به أعداؤه في أبحر اللائكية، حيث نشأت عقلية لا ترى للدين مكانا في عالم السياسة.

سياسة إسلامية خرجت بنقائها، الى عالم تعود على الخداع والمراوغة والكذب، بفضل العالم الرباني، والفقيه المصلح ومجدد الاسلام الامام الخميني، بعد أن أرساها على محجة بيضاء، لا مواربة فيها، صدعت بكلمتها في المحافل الدولية، فلم تجامل في موقف أبدا، ولم تخش وهي تقوم بذلك الواجب، القوى الكبرى المهيمنة على العالم، وأثبتت في كل امتحان تبتلى به من طرف هؤلاء الاعداء، أنها على الحق، مستمرة فيه، لا يثنيها في ذلك تهديد أو وعيد، مواقف ثابتة حيرت الصديق على قلته والعدو على كثرته، وبعد كل مؤامرة يبتلى بها، يخرج النظام الاسلامي ظافرا منتصرا، ويزداد أعداؤها تحيّرا وقهرا.  

 ايران النموذج الراقي لمنظومة الحكم الاسلامي

لقد قدمت ايران الى حد اليوم، ارقى نماذج الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب، ويتباهى بأنها صنيعته، ويقدمها الى العالم بأنها الأسلوب الامثل في سياسة الشعوب، بعنوانها واطارها الاسلامي الشوروي، حيث سجلت مشاركات الشعب في اعراسه الانتخابية (12 دورة رئاسية ومثلها برلمانية و5 لمجلس خبراء القيادة على مدى 39 عاما)، اعلى النسب في المشاركة الشعبية، والنزاهة والانضباط وحسن التنظيم في سير كل عملية انتخابية، أعطى من خلال نتائجها للعالم صورة واضحة، دلّت على مدى شعبية النظام الاسلامي، والتفاف جماهيره الغفيرة حوله، ومضيّه الصادق بعزم في تحقيق اهدافه، قد أثمر بعد 39 سنة من قيامه، تحقق انجازات عظيمة، ما كان لإيران أن تظهر فيها بلون التّفوق، لولا هذا التناغم بين السلطة القائمة والشعب، ومدى الثقة المتبادلة بينهما.

ايران ارهقت الغرب بثباتها على حقوقها

وطوال مسيرة كفاحها لم تخفي ايران هدفا واحدا من اهدافها، ولا تعاملت مع شعوب ودول العالم بوجهين، أو كالت في يوم من الايام بمكيالين، وكما كانت واضحة في سياستها الداخلية المبنيّة على اعتماد القدرات المحلّية في نموّها، وتنمية الطاقات الذاتية، وتشجيع كل مبادرة صادقة تخرج من صلب الشعب الايراني، التواق الى تحصيل العلوم والمعارف الدقيقة، والامساك بزمام التطور التكنولوجي، فتحقق بذلك ما لم يكن يتوقعه أحد من الاصدقاء والاعداء على حد سواء.

رغم كل الحشد والتجييش ضد ايران الاسلامية، لم تبلغ أمريكا ومن ورائها الكيان الصهيوني غايتيهما من حصرها، وارغامها على النزول عند رغباتهما، في التخلي عن أهمّ أهدافها المعلنة، وهي زوال الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، رغم نجاح الادارة الامريكية - في ما عدا ايران – في ترويض وإخضاع دول عربية واسلامية الى إرادتها، بحيث اصبحت أغلبها اليوم، لا ترى مانعا من التطبيع على جميع الاصعدة مع هذا الكيان الغاصب، ومضيّ تلك الدول في التنازل عن القضية الفلسطينية لم يعد خافيا على الجميع، وصفقة القرن التي جاء بها الرئيس الامريكي ترامب بدأت بنقل السفارة الامريكية الى القدس، وتلتها خطوة الكيان الصهيوني في، اعتبار يهودية الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها الجولان السوري المحتل، والتي ينتظر ان تكشف عن مزيد من تواطئ دول، كانت فيما مضى تدّعي كذبا وزورا مساندتها للقضية الفلسطينية.     

في خطابه الذي ألقاه أمام أعضاء السفارات والبعثات الدبلوماسية الايرانية بالخارج، تناول الرئيس روحاني جملة من القضايا التي تهمّ السياسة الاسلامية الايرانية، مبيّنا وفاء النظام الاسلامي لها، واستمراره على نفس النهج والأداء من أجل تحقيقها، ثابتا ووفيا لما تعهّده ، لم تزعزعه المؤامرات والعراقيل التي وضعت في طريقه، غير عابئ بما قدّمه من تضحيات، فقيمة تلك المطالب الاسلامية العالية، تستحق ذلك وزيادة.

ففيما يخص أمريكا، أشار الشيخ روحاني الى طبعها العدائي، تجاه ايران خصوصا، والعالم الاسلامي والشعب الفلسطيني عموما، والذي كبر حجمه في عهد رئيسها الجديد (دونالد ترامب) الى محاولة خنق الاقتصاد الايراني، بتشديد العقوبات عليه، لحرمان ايران من مواصلة نموها المطّرد، والعمل على منعها أخيرا من تصدير نفطها، وكان الرئيس روحاني قد صرح خلال جولته الاوروبية، أنه في حال منعت ايران من تصدير نفطها، فإن بقية دول المنطقة لن تتمكن من تصدير نفطها.

كما أكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي، لدى استقباله مسؤولي وزارة الخارجیة الإیرانیة، والسفراء والقائمین بالأعمال الإیرانیین السبت الماضي 21/7/2018 ، (انه في حال منعت ايران من تصدير نفطها، فسوف لن يتمكن أي بلد بالمنطقة من تصدير نفطه. ( مضيفا (ان تصريح الرئيس حسن روحاني، خلال زيارته لأوروبا مؤخرا، وقوله انه إذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فسوف لن يتمكن أي بلد بالمنطقة من تصدير نفطه، تصريح مهم ويعكس سياسة ونهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية(.
وأكّد قائد الثورة الاسلامية (ان التفاوض مع أمريكا يعتبر خطأ فادح)، معتبرا (أن امريكا غير جديرة بالثقة)..) لذلك لا يمكن الاعتماد على كلمة وحتى توقيع من الجانب الامريكي، وعليه فان المفاوضات مع أمريكا غير مجدية.)

التعنت الامريكي في تعامله مع ايران، قديم قدم الصفعة التي تلقتها من الطلبة الثوريين الايرانيين، باحتجاز اعضاء سفارتها 444 يوما رهائن، مقابل استرجاع الاموال الايرانية المجمدة في البنوك الامريكية، وهي اليوم وان نسيت تلك الصفعة المذلة لهيبتها بين دول العالم، بعد فشلها الذريع في ردّها، تبدو مدفوعة بأعراب الخليج  - على وجه أخص السعودية والامارات - والكيان الصهيوني في مواصلة السير على نهج الاضرار بإيران وتكثيف عوامله، مما يرجح امكانية اندلاع حرب في المنطقة، ستكون لها انعكاسات وخيمة على الكيان الصهيوني أولا، فقد لا يرى له أثر بعد ذلك، وعلى القواعد الامريكية في دول الجوار، التي ستكون هدفا سهلا ويسيرا لصواريخ القوات الاسلامية الايرانية، وعلى الاقتصاد العالمي بتوقف تدفق النفط من مضيق هرمز، والتهاب اسعاره، مع قصف نفط الدول المتورطة في دفع امريكا على شن عدوان على ايران، ومفاجئات اخرى غير متوقعة، قد لا تخطر ببال حمقى البيت الابيض الامريكي والكنيست الصهيوني واعراب الخليج.

الجمهورية الاسلامية الايرانية، أصبحت اليوم من كبار الدول في العالم، التي تصنع جميع اسلحتها محليا، فهي لا تحتاج الى استيراد شيء من دفاعاتها، ويبدو ان أمريكا وحلفاؤها قد ادركوا من خلال متابعتهم لمكافحة ايران الارهاب في العراق وسوريا - وبفضل جهودها الصادقة، امكن السيطرة عليه، وانقاذ البلدين من وقوعهما تحت سيطرته - أنّ صليات الصواريخ التي اطلقت على داعش في دير الزور، وعلى نقاط محددة لجيش الاحتلال الصهيوني في الجولان المحتل، ردّا على جرائمهم المقترفة والمتزامنة مع بعضها، أنهم يجب ان يفكروا ألف مرة ومرّة، قبل الاقدام على حماقة، طالما انتظرتها ايران ومحورها المقاومة، سيندمون حتما عليها حين لا ينفعهم ندم.

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :